يتناول مقياس"القراءات وأثرها في التفسير والأحكام" دراسةَ الصلةِ الهامة بين علم القراءات القرآنية وبين علوم التفسير والاستنباط الفقهي، بوصف القراءات أحدَ مسالك البيان القرآني، ومفاتيح فهم مراد الله تعالى.

 وينطلق المقرر من تأصيل فكرة: اختلاف التنوع في القراءات المتواترة، وأنه اختلافٌ مقصودٌ شرعًا ليتعدد به وجه الدلالة ويتّسع به المعنى، لا على جهة التضاد، بل على جهة التكامل والتفسير المتبادل.

يركّز المقرر على بيان أنواع القراءات من جهة أثرها في التفسير، فيفرّق بين القراءات التي تُنتج زيادةً معتبرة في الدلالة، والقراءات التي يكون اختلافها أدائيًا لا ينعكس على المعنى. ثم ينتقل إلى التطبيقات العملية عبر نماذج منتقاة من القرآن الكريم يُحلَّل فيها اختلاف القراءات وفق مسالك العربية (نحوًا وصرفًا وبلاغةً) ووفق قواعد التفسير وأصول الفقه، لبيان ما يترتب على ذلك من:

  1. توارد المعاني واتساعها في التفسير.
  2. ترجيح أحد الأقوال التفسيرية عند اختلاف المفسرين.
  3. إيضاح الأحكام الشرعية وتنوع مآخذها.

ويُعنى المقرر بتحرير الضوابط الأدائية في التعامل مع القراءات في مقام التفسير والفقه، مع تدريب الطالب على استثمارها في قراءة القرآن الكريم قراءةً منهجيةً دقيقةً، تُراعي السند والرسم واللسان والسياق، وتستوعب مقاصد الشريعة في الاستنباط.

أهداف التعليم:

في نهاية هذا المقرر يُتوقَّع من الطالب أن يكون قادرًا على:

  1. تمييز القراءات المؤثرة في التفسير.
  2. تحرير الفروق الدلالية الناتجة عن اختلاف القراءة، وربطها بالسياق القرآني العام والخاص.
  3. تفسير الآيات على ضوء القراءات المتواترة واستحضار أثرها في بناء المعنى.
  4. توظيف القراءات في الترجيح بين أقوال المفسرين عند التعدد والاختلاف.
  5. استخراج الأثر الفقهي المترتب على اختلاف القراءة، وبيان وجه الاستدلال الأصولي.
  6. التمرّس بالبحث التطبيقي في مسائل القراءات ذات الصلة بالتفسير والأحكام.

هذه المحاضرات موجهة لطلبة السنة الثانية ماستر تخصص التفسير وعلوم القرآن، تهدف إلى التعرف على أثر القراءات في توارد المعاني المختلفة في التفسير، وتحاول أن توضح أهمية هذا الأثر في الترجيح حال اختلاف المفسرين، كما تسعى للتعرف على أثرها في تجلية الأحكام الشرعية .