يعد مقياس التفسير اللغوي والبلاغي من المقاييس الموجهة لطلبة سنة أولى ماستر تخصص اللغة والدراسات القرآنية، حيث تتمحور دروس هذا المقياس حول أهمية لغة العرب كونها من أهمّ مصادر وأوثقها في معرفة كلام الله تعالى، وهذا مما لا يسع الجهل به لمن أراد علم التفسير، وبيان معنى كلام الله الخبير، إذ كان لزاما عليه أن يعرف مدلولات الألفاظِ، ويفسّرها من مصادرها المعتمدةِ

وإذا تأمَّلت تفسيرَ القرآنِ في الآثارِ المنقولةِ عن الصحابة أو التَّابعين أو أتباعهم، وفرزت كلَّ نوع من هذه الآثار المنقولةِ، فإنَّك ستجد ما كان مرجعه اللغة له الحظُّ الأوفرُ، والنَّصيبُ الأكثرُ. بل ستجدُ أنَّ تعدُّدَ مدلولاتِ لفظٍ من ألفاظِ القرآنِ في لغةِ العربِ كان سبباً في اختلافِ المفسرينِ، كل هذا سنحاول التطرق له بهدف اكتساب الطالب لبعض أدوات التفسير.

 

 

علم الدلالة هو ذلك العلم الذي يدرس المعنى سواء على مستوى الكلمة المفردة أم على مستوى التركيب، وما يتعلق بهذا المعنى من قضايا لغوية، أي أنّه يدرس اللغة من حيث دلالتها؛ أو من حيث أنّها أداة للتعبير عما يجول في الخاطر. 

إنّ مجال البحث الدلالي يتسع ليشمل أنواع العلامات التي تنقل المعنى والشروط الواجب توافرها في الرمز حتى يصبح قادرا على حمل المعنى، وبالتالي دراسته وتحليله في تجلياته المختلفة.