لا يكاد يخلو مجتمع من الأمراض والاضطرابات، لذا يسعى جمهور العلماء والمختصين في جميع المجالات نحو مساعدة الأفراد لتحقيق ذواتهم وتحسين حياتهم، خاصة وأننا أصبحنا في أمس الحاجة إلى التعرف أكثر على فهم أنفسنا وضبط انفعالاتنا، والتحكم في سلوكياتنا أمام خيارات ومواقف ضاغطة نحتاج فيها إلى من يقدم المساعدة والمساندة، وهذا ما نجده في عملية الإرشاد كونها عملية مواجهة إنسانية وجها لوجه، تتوقف نتيجتها إلى حد كبير على العلاقة الإرشادية.

      وفي هذا يرى (تيلرTyler) أن الغرض من الإرشاد هو تسهيل الاختيارات التي تساعد على نمو الشخص فيما بعد، كما ترى أن الإرشاد ذو طبيعة نمائية، علاجية، وأنه يكون عونا لكل الأشخاص نظرا لكون اتخاذ القرارات أمرا لازما طول الحياة.

    ولذا سنحاول من خلال هذه الدروس الخاصة بمقياس إرشاد الحالات الخاصة لطلبة السنة الأولى ماستر تخصص – إرشاد وتوجيه -، تقديم محاضرات حول بعض الاضطرابات والأمراض والسلوكيات التي تشكل خطرا على حياة الأفراد، والتي تستدعي الإرشاد وتقديم الدعم المناسب على حسب طبيعة كل مرض أو اضطراب.