يعتبر مقياس الإدارة والتخطيط التربوي من المقاييس المهمة في ميدان علوم التربية فالإدارة التربوية، كغيرها، مهمتها تنظيم جهود العاملين في الحقل التربوي وتنميتها في إطار اجتماعي تشاركي. وعليه فلا بد  لكل عمل جماعي من شخص يتولى الإشراف عيله ، والمدرسة كوحدة تعليمية تربوية لها رئيس هو مديرها ، وهو القائد التربوي الذي يشرف على أعمال الجميع بمن فيها من تلاميذ وعمال وموظفين آخرين ، وهو الذي يقابل زوارها ويتابع بريدها الصادر والوارد ، ويمثلها في اللقاءات والندوات الرسمية ... الخ . على أن الدور الأهم للمدير هو الإسهام المباشر في إعداد معلميه  وتنميتهم  وتقديم النصح والإرشاد في مجال الإدارة الصفية ، وإعداد الدروس ، وطرق متابعة التلاميذ ، فهو إذن مشرف ( عام ) مقيم في المدرسة ، فإذا تمكن من أداء هذا الدور الإشرافي ، جعل المدرسة وحدة إنتاج وتطوير حقيقي على الصعيدين العلمي والتربوي ، وستكون حقا وحدة بناء المجتمع ( بعد الأسرة ) وتهذيب الناشئة وإعدادهم لدور منتج في مجتمعهم .

ويعد التخطيط التربوي جزء لا يتجزأ  من التخطيط الشامل وأحد أهم مجالاته وقاعدة ارتكازه لأنه يتناول الموارد البشرية التي  تعتبر الركيزة الأساسية لأي تقدم اقتصادي أو اجتماعي.وتتمثل أهميته بالنسبة للفرد والمجتمع في تجاوب وتوافق وملائمة حاجات الفرد مع متطلبات لعصر الحديث . وهكذا تدرك أهمية التخطيط التربوي في بناء مؤسسات حديثة ، وتفعيل دور المؤسسات المدنية للارتقاء  بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية والحضارية والخدماتية للمواطن لإكسابه شتى أنواع المعارف والمهارات والعلوم النظرية والتطبيقية  لإشباع حاجاته الخاصة والعامة.(الفقيه،2007)

وقد جاء هذا المقياس الذي يتناول الإدارة التربوية والتخطيط التربوي في شكل مجموعة من المحاضرات ألقيت لصالح طلبة السنة الثانية علوم تربية بقسم علم النفس كلية العلوم الاجتماعية بجامعة عمار ثليجي بالاغواط حيث تم تقسيم مقرر المقياس إلى 12 محاضرة في محورين خصص المحور الأول للإدارة المدرسية التربوية في شكل 6 محاضرات أما المحور الثاني ففيه تم تناول التخطيط التربوي و التعليمي في 6 محاضرات كما سيأتي لاحقا . الادارة والتخطيط التربوي